أحدث علاج اعتلال الشبكية السكري – دليل شامل لعلاج اعتلال الشبكية السكري بالليزر

كيف يسبب مرض السكري ضعف النظر؟" "أعراض اعتلال الشبكية السكري وطرق علاجه" "هل يمكن لمريض السكري تجنب فقدان البصر؟" "ما الفرق بين اعتلال الشبكية السكري المبكر والمتقدم؟" "أهمية فحص قاع العين لمرضى السكري" "دور الليزر في علاج اعتلال الشبكية السكري" "أحدث العلاجات الطبية لاعتلال الشبكية السكري 2025" "كيف يؤثر ارتفاع السكر في الدم على صحة العين؟" - موقع سكري

جدول المحتوى :

أحدث علاج اعتلال الشبكية السكري Diabetic Retinopathy : الخيارات المتاحة لتحسين الرؤية


في هذا الموضوع

أنواع اعتلال الشبكية السكري

  1. اعتلال الشبكية السكري غير التكاثري (NPDR – Nonproliferative Diabetic Retinopathy): يتميز بتسرب الأوعية الدموية الدقيقة في الشبكية، مما يؤدي إلى وذمة البقعة الصفراء (Diabetic Macular Edema – DME).
  2. اعتلال الشبكية السكري التكاثري (PDR – Proliferative Diabetic Retinopathy): يتميز بنمو أوعية دموية غير طبيعية (Neovascularization)، مما يزيد من خطر النزيف داخل الجسم الزجاجي وانفصال الشبكية.

أحدث علاج اعتلال الشبكية السكري

1. علاج اعتلال الشبكية السكري بالليزر

التخثير الضوئي لعلاج اعتلال الشبكية السكري التكاثري واللطخة الصفراء

يعد التخثير الضوئي بالليزر حجر الأساس في علاج اعتلال الشبكية السكري. حيث يشمل التخثير الضوئي البؤري (Focal Photocoagulation) لعلاج الوذمة البقعية السكرية (DME) والتخثير الضوئي الشامل للشبكية (Panretinal Photocoagulation – PRP) لعلاج اعتلال الشبكية السكري التكاثري (PDR). نتيجة لذلك، يساعد هذا الإجراء في الحد من تفاقم المرض وتقليل خطر فقدان البصر.

التخثير الضوئي البؤري (Focal Photocoagulation)

يستخدم التخثير الضوئي البؤري لعلاج الوذمة البقعية السكرية من خلال تطبيق نبضات ليزرية صغيرة على مناطق التسرب في الأوعية الدموية. مما يؤدي إلى تقليل نفاذية الأوعية ومنع المزيد من تراكم السوائل داخل الشبكية. لكن فعالية هذا العلاج تعتمد على نمط التسرب الوعائي؛ ففي حال كان التسرب بؤريًا، يتم استهداف تمدّدات الأوعية الدموية الصغيرة (Microaneurysms) مباشرة. بينما في الحالات الأكثر انتشارًا، يُستخدم نمط الشبكة الليزرية (Grid Pattern) لتغطية المنطقة المصابة. حيث يتم وضع بقع الليزر بحجم يتراوح بين 100-200 ميكرون مع ترك مسافات صغيرة بينها لتجنب التداخل بين المناطق المعالجة.

التخثير الضوئي الشامل للشبكية (Panretinal Photocoagulation – PRP)

يعد التخثير الضوئي الشامل للشبكية الخيار العلاجي الرئيسي لاعتلال الشبكية السكري التكاثري. حيث يعتمد على تطبيق نبضات ليزرية مكثفة عبر أنحاء الشبكية، مع تجنب المنطقة المركزية للبقعة الصفراء. مما يؤدي إلى تقليل تطور الأوعية الدموية غير الطبيعية والحد من المضاعفات التي قد تؤدي إلى نزيف زجاجي أو انفصال الشبكية.

لكن ما يميز هذا العلاج هو إمكانية تنفيذه باستخدام تقنيات مختلفة، مثل المصباح الشقي (Slit Lamp)، منظار العين غير المباشر (Indirect Ophthalmoscope)، أو تقنية EndoProbe أثناء عمليات استئصال الجسم الزجاجي. وعادةً ما يبدأ تطبيق الليزر على بعد 500 ميكرون من العصب البصري وحوالي قطرين للقرص البصري بعيدًا عن النقرة المركزية. مما يساعد على احتواء تكاثر الأوعية الدموية غير الطبيعية.

استراتيجية تطبيق العلاج بالليزر

بسبب الحاجة إلى تغطية الشبكية بأكبر قدر ممكن مع تقليل التأثيرات الجانبية، يتم تنفيذ جلسات التخثير الضوئي الشامل عادةً على مدى مرحلتين إلى ثلاث مراحل. حيث يتم تطبيق ما بين 1200 إلى 1600 نبضة ليزرية متوسطة الشدة (200-500 ميكرون). لكن في المناطق التي تحتوي على تكاثر وعائي، تختلف الاستراتيجية العلاجية؛ ففي حال اتباع معايير دراسة علاج اعتلال الشبكية السكري (DRS)، يتم استهداف كامل النسيج التكاثري. بينما يفضل معظم الأطباء اليوم تجنب ذلك والتركيز على تدمير الأنسجة المسببة لنقص الأكسجة بدلاً من استهداف الأوعية مباشرةً.

أما عند تزامن اعتلال الشبكية التكاثري مع الوذمة البقعية، يتم التعامل مع كل مشكلة على حدة لضمان أفضل النتائج البصرية. ففي هذه الحالات، يستخدم الليزر أولًا لعلاج الوذمة البقعية، ثم يتم تنفيذ جلسات التخثير الضوئي الشامل للشبكية على مدار 3 إلى 4 جلسات. لكن في بعض الحالات التي تتطلب معالجة المشكلتين في نفس الجلسة، يتم تطبيق الليزر أولًا على الثلث الأنفي من الشبكية لضمان حماية أكبر للمنطقة المركزية.

آلية عمل التخثير الضوئي الشامل للشبكية

لكن السؤال الأهم هو: كيف يعمل التخثير الضوئي الشامل للشبكية؟ رغم أن الآلية الدقيقة لم تفهم بالكامل بعد، إلا أن هناك نظريتين رئيسيتين تفسران تأثيره:

  1. تقليل إنتاج العوامل المحفزة لنمو الأوعية الدموية: يؤدي تدمير مناطق الشبكية التي تعاني من نقص الأكسجة إلى تقليل إفراز عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (VEGF)، مما يؤدي إلى تراجع التكوّن الوعائي غير الطبيعي وتقليل خطر حدوث نزيف زجاجي أو انفصال شبكي.
  2. تحسين انتشار الأكسجين في الشبكية: يسمح التخثير الضوئي بتسهيل انتشار الأكسجين من المشيمية إلى الأجزاء المتبقية من الشبكية، مما يعزز استقرار الدورة الدموية ويقلل الحاجة إلى تكوّن أوعية دموية جديدة غير طبيعية.

مزايا علاج اعتلال الشبكية السكري بالليزر

  • تقليل خطر فقدان الرؤية بنسبة تصل إلى 50%، مما يجعله إجراءً فعالًا في السيطرة على المرض.
  • تحسين استقرار الرؤية على المدى الطويل، خاصة عند المرضى الذين يتم علاجهم مبكرًا.
  • إجراء غير جراحي يُجرى في العيادة، مما يجعله خيارا آمنا مقارنة بالتدخلات الجراحية الأخرى.

عيوب علاج اعتلال الشبكية السكري بالليزر

  • ضعف الرؤية الليلية، نتيجة لتدمير بعض أجزاء الشبكية المسؤولة عن الإحساس بالضوء في الإضاءة المنخفضة.
  • فقدان طفيف في الرؤية المحيطية، مما قد يؤثر على قدرة المريض على إدراك الحواف الجانبية للمجال البصري.
الخلاصة لعلاج اعتلال الشبكية السكري بالليزر

يعد التخثير الضوئي بالليزر خيارا علاجيا فعالا في تقليل مضاعفات اعتلال الشبكية السكري التكاثري والحدّ من تفاقمه. لكن فعاليته تعتمد على التشخيص المبكر وتنفيذ العلاج وفقًا لخصائص كل حالة. مما يؤدي إلى تحسين فرص الحفاظ على الرؤية مع تقليل التأثيرات الجانبية غير المرغوبة.


2. العلاج بالتبريد (Cryotherapy)

عندما يكون العلاج بالليزر غير ممكن، مثل حالات وجود عتامة في الجسم الزجاجي التي تعيق وصول أشعة الليزر إلى الشبكية، يصبح العلاج بالتبريد خيارًا ضروريًا. إذ تعتمد هذه التقنية على استخدام درجات حرارة منخفضة للغاية لتدمير الأنسجة غير الطبيعية. مما يؤدي إلى تقليل حاجة الشبكية للأكسجين والحد من العوامل المحفزة لتكوّن الأوعية الدموية الجديدة غير الطبيعية.

لكن العلاج بالتبريد ليس مجرد بديل عن الليزر.بل يتميز بآلية عمل مختلفة، حيث يتم تطبيق مسبار التبريد على الصلبة (الطبقة الخارجية للعين). مما يؤدي إلى تجميد الشبكية وإحداث تفاعل التهابي موضعي. نتيجة لذلك، تتشكل التصاقات بين الشبكية والمشيمية، مما يعزز استقرار الأنسجة ويحد من احتمالية حدوث انفصال شبكي.

علاوة على ذلك، يستخدم العلاج بالتبريد في بعض الحالات كإجراء تكميلي بعد استئصال الجسم الزجاجي (Vitrectomy). خاصة عندما تكون هناك حاجة إلى تعزيز الالتصاق الشبكي بعد إزالة التليفات أو عند وجود مناطق واسعة من نقص التروية الشبكية. لكن من المهم ملاحظة أن هذا الإجراء قد يسبب وذمة شبكية مؤقتة. مما يؤدي إلى تدهور بصري مؤقت قد يستغرق عدة أسابيع للتحسن.

ومع أن العلاج بالتبريد يعد فعالًا في العديد من الحالات، إلا أن هناك بعض المحاذير، مثل أنه قد يؤدي إلى فقدان في المجال البصري المحيطي، خاصة إذا تم تطبيقه على نطاق واسع. لهذا السبب، يتم تحديد استخدامه بعناية وفقًا لكل حالة على حدة، حيث يتم الموازنة بين الفوائد المحتملة والمخاطر المرتبطة به.

3. أحدث علاج اعتلال الشبكية السكري عن طريق حقن مضادات عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (Anti-VEGF Injections)

في السنوات الأخيرة، برزت حقن مضادات عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (Anti-VEGF) كأحد العلاجات الأكثر فاعلية في السيطرة على اعتلال الشبكية السكري التكاثري (PDR) والوذمة البقعية السكرية (DME). مما أدى إلى تحسين النتائج البصرية للمرضى وتقليل الحاجة إلى التدخلات الجراحية. لكن فعالية هذا العلاج تعتمد على عدة عوامل، مثل شدة المرض، وتكرار الجرعات، واستجابة المريض الفردية. مما يستدعي متابعة دقيقة لضمان أفضل النتائج الممكنة.

الأدوية المستخدمة في العلاج

تشمل العلاجات المتوفرة حاليًا عدة أدوية مضادة لـ VEGF، والتي تختلف في تركيبتها ومدة فعاليتها. لكن جميعها تعمل على نفس المبدأ العلاجي، وأبرز هذه الأدوية:

  • بيفاسيزوماب (Bevacizumab – Avastin): رغم أنه لم يُعتمد خصيصًا لعلاج اعتلال الشبكية السكري، إلا أنه يُستخدم على نطاق واسع بفضل فعاليته وتكلفته الأقل مقارنة بالعلاجات الأخرى.
  • رانيبيزوماب (Ranibizumab – Lucentis): أحد العلاجات المعتمدة خصيصًا لوذمة البقعة الصفراء المرتبطة باعتلال الشبكية السكري، مما يجعله خيارًا شائعًا للمرضى الذين يعانون من تدهور في الرؤية المركزية.
  • أفليبيرسيبت (Aflibercept – Eylea): يتميز بمدة تأثير أطول، مما يقلل الحاجة إلى جلسات حقن متكررة، لكنه قد يكون أكثر تكلفة مقارنة بالعلاجات الأخرى.

آلية عمل مضادات VEGF

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف تعمل مضادات VEGF على تحسين اعتلال الشبكية السكري؟

نتيجة لنقص الأكسجة المزمن في الشبكية، يبدأ الجسم في إفراز كميات متزايدة من عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (VEGF). مما يؤدي إلى تحفيز نمو أوعية دموية جديدة غير طبيعية وهشة، مما يزيد من خطر النزيف داخل الجسم الزجاجي وانفصال الشبكية.

لكن عند حقن مضادات VEGF داخل العين، يحدث تثبيط مباشر لهذا العامل، مما يؤدي إلى:

  1. منع تكوّن الأوعية الدموية غير الطبيعية، وبالتالي تقليل خطر حدوث مضاعفات مثل النزيف الزجاجي أو التليف الشبكي.
  2. تقليل وذمة البقعة الصفراء من خلال تقليل نفاذية الأوعية الدموية وتقليل تراكم السوائل داخل الشبكية، مما يحسن الرؤية المركزية ويمنع المزيد من التدهور البصري.

فعالية العلاج وأهميته السريرية

أظهرت العديد من الدراسات السريرية أن استخدام مضادات VEGF يمكن أن يحسن حدة الإبصار بشكل ملحوظ ويقلل من الحاجة إلى علاجات أكثر توغلًا، مثل التخثير الضوئي أو التدخل الجراحي. لكن فعالية هذا العلاج تتطلب التزامًا بجلسات الحقن المتكررة، حيث أن تأثير الدواء يكون مؤقتًا، مما يستدعي إعادة الحقن للحفاظ على التحسن البصري.

عادةً ما يُجرى العلاج وفق بروتوكولات مختلفة، مثل:

  • الحقن الشهري المكثف في المراحل الأولى من العلاج للحصول على أفضل استجابة ممكنة.
  • الحقن عند الحاجة (PRN) بناءً على تقييم استجابة المريض، مما يقلل من عدد الحقن غير الضرورية.
  • البروتوكول التدريجي (Treat-and-Extend)، حيث يتم تقليل عدد الجلسات تدريجيًا بناءً على تحسن حالة المريض، مما يقلل من العبء العلاجي دون التأثير على النتائج البصرية.

التحديات والاعتبارات العلاجية

لكن رغم الفعالية العالية لهذا العلاج، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب أخذها في الاعتبار:

  1. الحاجة إلى جلسات حقن متكررة، مما قد يمثل عبئًا على المريض من حيث التكلفة والوقت.
  2. احتمالية حدوث آثار جانبية، مثل الالتهابات داخل العين (التهاب باطن المقلة – Endophthalmitis) أو ارتفاع ضغط العين.
  3. عدم استجابة بعض المرضى للعلاج، مما قد يستدعي تغيير الدواء أو اللجوء إلى خيارات علاجية أخرى مثل التخثير الضوئي أو الجراحة.

4. أحدث علاج اعتلال الشبكية السكري بالكورتيكوستيرويدات

تُعد حقن الكورتيكوستيرويدات داخل الجسم الزجاجي خيارًا علاجيًا فعالًا لعلاج وذمة البقعة الصفراء المرتبطة باعتلال الشبكية السكري. خاصةً في الحالات التي لا تستجيب بشكل كافٍ لمضادات VEGF أو لدى المرضى الذين يعانون من التهاب مزمن في الشبكية. لكن فعالية هذا العلاج تأتي مع بعض التحديات والمخاطر التي يجب أخذها في الاعتبار لضمان الاستخدام الأمثل.

الأدوية المستخدمة

تشمل الكورتيكوستيرويدات المستخدمة داخل العين:

  • ديكساميثازون (Dexamethasone – Ozurdex): يتميز بفعاليته طويلة الأمد، حيث يُستخدم على شكل غرسة داخل الجسم الزجاجي تُطلق المادة الفعالة تدريجيًا، مما يؤدي إلى تحكم مستمر في الالتهاب وتقليل التورم لفترة تصل إلى عدة أشهر.
  • تريامسينولون (Triamcinolone): يُستخدم في شكل حقن مباشرة داخل الجسم الزجاجي، لكنه يتمتع بمدة تأثير أقصر مقارنةً بالغرسات الدائمة، مما قد يستدعي تكرار الحقن للحفاظ على فعاليته.

آلية العمل

لكن كيف تعمل الكورتيكوستيرويدات على تقليل وذمة البقعة الصفراء؟

نتيجة لالتهاب مزمن في الشبكية، تتسبب عوامل التهابية متعددة في زيادة نفاذية الأوعية الدموية وتسرب السوائل إلى الشبكية. مما يؤدي إلى تورم البقعة الصفراء وضعف الرؤية المركزية. لكن عند حقن الكورتيكوستيرويدات داخل الجسم الزجاجي، يحدث:

  1. تثبيط الاستجابة الالتهابية من خلال تقليل إنتاج السيتوكينات الالتهابية، مما يؤدي إلى تقليل تراكم السوائل وتحسين استقرار الأوعية الدموية.
  2. تقليل نفاذية الأوعية الدموية، مما يقلل من التسرب المستمر للسائل الشبكي وبالتالي يحد من تفاقم الوذمة البقعية.

المزايا العلاجية

لكن ما الذي يميز حقن الكورتيكوستيرويدات عن العلاجات الأخرى مثل مضادات VEGF؟

  • فعالية قوية في تقليل الالتهاب والتورم، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمرضى الذين يعانون من التهاب مزمن في الشبكية.
  • مدة تأثير أطول مقارنة ببعض مضادات VEGF، خاصة عند استخدام الغرسات الدائمة مثل Ozurdex، مما يقلل من الحاجة إلى جلسات حقن متكررة.
  • تحسين جودة الرؤية لدى بعض المرضى غير المستجيبين لمضادات VEGF، مما يجعلها خيارًا بديلًا أو تكميليًا في بعض الحالات.

الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة

لكن رغم فوائدها العديدة، تأتي الكورتيكوستيرويدات مع بعض المخاطر التي يجب متابعتها بحذر، ومنها:

  1. زيادة خطر الإصابة بالزرق (Glaucoma) نتيجة لارتفاع ضغط العين، مما قد يؤدي إلى تلف العصب البصري إذا لم يتم التحكم فيه.
  2. تسريع تطور إعتام عدسة العين (Cataract)، مما قد يستدعي التدخل الجراحي لاستعادة شفافية العدسة.
  3. احتمالية زيادة خطر العدوى داخل العين (Endophthalmitis)، كما هو الحال مع أي حقن داخل الجسم الزجاجي، مما يتطلب اتخاذ تدابير وقائية صارمة.

الاستراتيجية العلاجية والمتابعة

لكن لضمان تحقيق أقصى فائدة وتقليل المخاطر، يجب أن تتم حقن الكورتيكوستيرويدات تحت إشراف طبي دقيق. مع مراقبة المريض بانتظام للكشف عن أي ارتفاع في ضغط العين أو تطور إعتام العدسة. في بعض الحالات، يمكن الجمع بين مضادات VEGF والكورتيكوستيرويدات للحصول على تأثير مزدوج يعزز من تقليل الوذمة ويحسن الرؤية بشكل أسرع.


5. جراحة استئصال الجسم الزجاجي (Vitrectomy)

عندما تصل حالات اعتلال الشبكية السكري التكاثري (PDR) إلى مراحل متقدمة، قد لا تكون العلاجات التحفظية مثل الليزر أو حقن مضادات VEGF كافية للسيطرة على المرض. لكن في بعض الحالات الحرجة، مثل حدوث نزيف شديد في الجسم الزجاجي أو انفصال الشبكية، يصبح استئصال الجسم الزجاجي (Vitrectomy) هو الخيار العلاجي الأمثل. مما يؤدي إلى تحسين الرؤية واستعادة الوظيفة البصرية.

دواعي إجراء الجراحة

نتيجة لتطور اعتلال الشبكية السكري، يمكن أن يحدث:

  • نزيف زجاجي كثيف (Vitreous Hemorrhage) يمنع مرور الضوء إلى الشبكية، مما يؤدي إلى ضعف مفاجئ في الرؤية أو حتى فقدانها التام في بعض الحالات.
  • انفصال شبكي شدّي (Tractional Retinal Detachment) نتيجة لتكون أغشية ليفية تتسبب في سحب الشبكية بعيدًا عن موضعها الطبيعي، مما يؤدي إلى فقدان الرؤية الدائم إذا لم يُعالج بسرعة.
  • تكاثر الأغشية الليفية الوعائية (Fibrovascular Proliferation) التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل التمزقات الشبكية أو زيادة التليف داخل العين.

آلية العمل

لكن كيف تعمل جراحة استئصال الجسم الزجاجي على تحسين الرؤية؟

  1. إزالة الجسم الزجاجي المليء بالدم: يتم سحب وإزالة السائل الزجاجي المليء بالنزيف، مما يؤدي إلى استعادة شفافية مسار الضوء وتحسين القدرة البصرية.
  2. استبدال الجسم الزجاجي بمحلول شفاف: يتم ملء التجويف الزجاجي بسائل بديل مثل محلول ملحي متوازن، أو في بعض الحالات غازات خاصة أو زيت السيليكون إذا كان هناك انفصال في الشبكية يحتاج إلى تثبيت إضافي.
  3. استخدام الليزر أثناء الجراحة: غالبًا ما يتم تطبيق التخثير الضوئي بالليزر (Endolaser Photocoagulation) أثناء العملية لإغلاق الأوعية الدموية المتضررة ومنع حدوث نزيف جديد، مما يؤدي إلى تقليل احتمالية تكرار المشكلة.
  4. إزالة الأغشية الليفية: يتم تقشير أي أغشية ليفية متراكمة فوق الشبكية، مما يساعد على تقليل التوتر والسحب الواقع على الشبكية ويمنع مزيدًا من التشوهات.

المزايا والفوائد العلاجية

لكن ما الذي يجعل استئصال الجسم الزجاجي خيارًا ضروريًا في بعض الحالات؟

  • إزالة النزيف الزجاجي الحاد الذي لم يتم امتصاصه تلقائيًا، مما يؤدي إلى استعادة الرؤية بشكل أسرع.
  • تقليل خطر فقدان البصر الدائم في حالات الانفصال الشبكي الشدّي، حيث يساعد التدخل الجراحي المبكر في منع تلف الخلايا الشبكية.
  • تحسين الاستجابة للعلاجات الأخرى، حيث قد تصبح حقن مضادات VEGF أو الليزر أكثر فعالية بعد إزالة النزيف والأغشية الليفية.

المضاعفات المحتملة

لكن رغم فوائدها العديدة، تحمل جراحة استئصال الجسم الزجاجي بعض المخاطر التي يجب أخذها في الاعتبار، مثل:

  1. زيادة خطر إعتام عدسة العين (Cataract) نتيجة لتعرض العدسة لموجات الموجات فوق الصوتية أو التغيرات في البيئة العينية بعد الجراحة.
  2. احتمالية حدوث نزيف جديد داخل العين، مما قد يستدعي إعادة التدخل الجراحي في بعض الحالات.
  3. ارتفاع ضغط العين (Glaucoma) بسبب تراكم السوائل أو استجابة التهابية، مما قد يستلزم استخدام قطرات لتقليل الضغط داخل العين.
  4. انفصال الشبكية المتكرر، خاصة في الحالات التي تعاني من تليف شديد أو تندب واسع النطاق.

الرعاية بعد الجراحة والمتابعة

لكن لضمان أفضل النتائج، من الضروري الالتزام بمتابعة دقيقة بعد الجراحة. حيث يتم مراقبة شفاء الشبكية والتأكد من عدم حدوث مضاعفات مثل النزيف أو ارتفاع ضغط العين. في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى إجراءات إضافية مثل استبدال زيت السيليكون أو حقن مضادات VEGF لدعم الشفاء التام.


6. علاجات إضافية

العلاج بالأسبرين (Aspirin Therapy) في اعتلال الشبكية السكري

رغم أن العديد من الدراسات حاولت تقييم دور الأسبرين (Aspirin) في الوقاية من مضاعفات اعتلال الشبكية السكري، إلا أن نتائج دراسة Early Treatment for Diabetic Retinopathy أظهرت أن تناول الأسبرين بجرعة 650 ملغ يوميًا لا يُساهم في إبطاء تطور المرض أو منع تفاقمه. لكن على الجانب الآخر، لم تُظهر الدراسة أي زيادة في خطر حدوث النزيف الزجاجي لدى المرضى الذين يعتمدون على الأسبرين لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية. مما يعني أنه يمكن استخدامه بأمان في هذه الفئة من المرضى.

العلاج بهياليورونيداز المشتق من الأغنام (Ovine Hyaluronidase Therapy)

لكن في بعض الحالات التي يتعذر فيها اللجوء إلى الجراحة الفورية لإزالة النزيف الزجاجي، قد يكون للعلاجات الدوائية دور مساعد. ومن بين هذه الخيارات، برزت حقن الهياليورونيداز المشتق من الأغنام (Vitrase) كخيار علاجي محتمل.

آلية العمل

يعمل إنزيم هياليورونيداز على تفكيك مكونات الجسم الزجاجي، مما يساعد على تحلل النزيف المتراكم داخل العين وتحسين القدرة البصرية. لكن فعاليته لا تقتصر فقط على تفتيت النزيف، بل يمكن أن يُسهّل أيضًا امتصاص السوائل العينية ويقلل من اللزوجة داخل الجسم الزجاجي، مما يُحسّن من وضوح الرؤية لدى المرضى.

مدى الفعالية

أثبتت التجارب السريرية في المرحلة الثالثة أن الحقن داخل الجسم الزجاجي بإنزيم Vitrase كان آمنًا وفعالًا جزئيًا في إزالة النزف الزجاجي الحاد. لكن ما يُثير الاهتمام هو أن 70% من المشاركين في الدراسة كانوا يعانون من اعتلال الشبكية السكري التكاثري (PDR)، مما يعكس مدى أهمية هذا العلاج في مثل هذه الحالات المعقدة.

التوازن بين الفوائد والمخاطر

لكن رغم أن العلاج بـ الهياليورونيداز قد يُوفر حلاً مؤقتًا لتخفيف النزف داخل العين، إلا أنه لا يُعد بديلاً كاملاً عن الجراحة في الحالات المتقدمة، خاصة عندما يكون النزيف كثيفًا أو مصحوبًا بانفصال شبكي. لذلك، يجب تقييم كل حالة على حدة لاتخاذ القرار العلاجي المناسب بين العلاجات الدوائية والجراحية.

الوقاية من اعتلال الشبكية السكري

  • ضبط مستويات سكر الدم (Blood Glucose Levels).
  • التحكم في ضغط الدم (Blood Pressure) ودهون الدم (Lipids Levels).
  • إجراء فحص دوري لقاع العين (Fundus Examination) مرة سنويًا على الأقل.
  • الامتناع عن التدخين، حيث يساهم في تفاقم تلف الأوعية الدموية.

ملخص أحدث علاج لاعتلال الشبكية السكري

1. اعتلال الشبكية السكري غير التكاثري (NPDR)

  • عادةً لا يتطلب العلاج ما لم يكن مصحوبًا بوذمة البقعة الصفراء (ME).
  • عند وجود ME، يتم العلاج باستخدام حقن مضادات VEGF أو العلاج بالليزر (التخثير الضوئي البؤري).
  • المرضى المصابون بـ NPDR الشديد أو الشديد جدًا مع خطر مرتفع للتطور إلى اعتلال الشبكية السكري التكاثري (PDR) يمكن أن يستفيدوا من التخثير الضوئي الشامل (PRP) لتقليل خطر التقدم.
  • العلاجات الدوائية لا تزال في المراحل البحثية، ولم تثبت مثبطات PKC أو إنزيم ألدوستيراز أي فائدة سريرية.

2. اعتلال الشبكية السكري التكاثري (PDR)

  • العلاج الأساسي: التخثير الضوئي الشامل (PRP) للحالات الشديدة.
  • في حالات النزف الزجاجي أو انفصال الشبكية المرتبط بـ PDR: يتم اللجوء إلى استئصال الجسم الزجاجي (Vitrectomy)، ويفضل التدخل المبكر عند تأثر البقعة الصفراء.
  • حقن مضادات VEGF تستخدم كعلاج مساعد مع PRP أو استئصال الجسم الزجاجي في بعض الحالات، لكن فعاليتها طويلة المدى لا تزال قيد الدراسة.

3. التخثير الضوئي الشامل (PRP)

نجاح العلاج مرتبط بمستوى التحكم في سكر الدم، حيث أظهرت الدراسات أن المرضى الذين لديهم A1C <8.0% استجابوا بشكل أفضل للعلاج بالليزر مقارنةً بالمرضى ذوي A1C >8.0%.

يعتبر العلاج القياسي للحالات الشديدة من PDR.

يقلل بشكل كبير خطر فقدان البصر بنسبة 50% على مدى 6 سنوات وفقًا للدراسات السريرية.

قد يؤدي إلى تراجع التوعية الدموية غير الطبيعية في 30-55% من الحالات.


اقرأ أيضًا:


المصادر والمراجع:

  • American Academy of Ophthalmology (AAO)
  • Diabetic Retinopathy Clinical Research Network (DRCRnet)
  • National Eye Institute (NEI)

Scroll to Top