زراعة البنكرياس

في السنوات الأخيرة، أصبحت زراعة البنكرياس تمثل أملًا حقيقيًا لمرضى السكري من النوع الأول، و تعتبر هذه التقنية من عمليات البنكرياس الدقيقة والمتقدمة، والتي تهدف إلى استعادة قدرة الجسم على إفراز الإنسولين بشكل طبيعي، دون الحاجة إلى الحقن المتكرر أو أجهزة المراقبة المستمرة.

ورغم أن زراعة البنكرياس ليست الخيار الأول لكل مريض، إلا أنها تُعد حلاً جذريًا في بعض الحالات، وتطرح تساؤلات كثيرة مثل: هل يعود البنكرياس للعمل بشكل دائم بعد الزراعة؟ وما هي نسبة نجاح عملية زراعة البنكرياس مقارنة بالعلاجات الأخرى؟

يصحب هذه العملية العديد من الاعتبارات مثل تكلفة زراعة البنكرياس، ومدى توافق الجسم مع العضو المزروع، إضافة إلى جهود الأطباء المستمرة في تطوير تقنيات زراعة الخلايا، مثل زراعة جزر لانغرهانس، بهدف تحقيق نتائج مماثلة ولكن بتدخل أقل. وفي هذا المقال، سنتناول كل ما تحتاج معرفته عن زراعة البنكرياس كخيار علاجي متطور للسكري من النوع الأول.

للمزبد : اسباب واعراض وعلاج اعتلال الكلى السكري |الدليل الشامل

أنواع زراعة البنكرياس لعلاج مرض السكري من النوع الأول

تتعدد أنواع عمليات زراعة البنكرياس التي يمكن أن يخضع لها مرضى السكري، ويعتمد اختيار النوع الأنسب على حالة المريض الصحية واحتياجاته الخاصة. تختلف عمليات زراعة البنكرياس في الأسلوب الجراحي والتقنيات المستخدمة، وتستهدف جميعها استعادة قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين بشكل طبيعي.

  • زراعة البنكرياس الكامل.
  • زراعة البنكرياس مع زراعة الكلى.
  • زراعة جزر لانغرهانس.

ما هي زراعة البنكرياس و زراعة جزر لانغرهانس لمرضى السكري من النوع الأول؟

في ظل التقدم العلمي الكبير في مجال عمليات البنكرياس، أصبحت زراعة البنكرياس وجزر لانغرهانس تمثل خيارًا واعدًا لعلاج مرضى السكري من النوع الأول، خاصة لأولئك الذين يواجهون صعوبة في التحكم بمستوى الجلوكوز رغم الالتزام بالعلاج المكثف. و تهدف هذه التقنية إلى إعادة التوازن الطبيعي لإفراز الإنسولين، عبر استبدال الخلايا المتضررة بأخرى سليمة قادرة على إنتاج الهرمون بشكل طبيعي.

نستعرض في ما يلي أهم النقاط حول هذه العملية المتقدمة:

زراعة البنكرياس الكامل: هي عملية جراحية كبرى يتم فيها زرع بنكرياس كامل من متبرع متوفى داخل جسم المريض. تُستخدم عادة في حالات السكري من النوع الأول المصحوبة بمشاكل كلوية حادة، وغالبًا ما تُجرى مع زراعة الكلى.

  • هل تعوض زراعة البنكرياس العلاج اليومي؟
    أظهرت التجارب أن بعض المرضى قد يستغنون كليًا أو جزئيًا عن الإنسولين بعد العملية، خاصة بعد تكرار الزرع. ومع ذلك، تبقى الإجابة على سؤال “هل يعود البنكرياس للعمل” معتمدة على حالة المريض واستجابته للعلاج.

زراعة جزر لانغرهانس: هي عملية مختلفة تمامًا، حيث يتم فقط استخراج جزر لانغرهانس (وهي تجمعات من الخلايا في البنكرياس، تشمل خلايا بيتا المسؤولة عن إفراز الإنسولين) من بنكرياس متبرع متوفى، ثم تُحقن هذه الجزر في وريد الباب في كبد المريض. وهي عملية أقل تدخلاً من زراعة البنكرياس الكامل.

  • ما هي جزر لانغرهانس؟
    جزر لانغرهانس هي تجمعات دقيقة من الخلايا داخل البنكرياس، تحتوي على خلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين. وعند الإصابة بالنوع الأول من السكري، يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة هذه الخلايا، مما يفقد الجسم قدرته على إنتاج الإنسولين.
  • كيف تعمل زراعة البنكرياس عبر الخلايا؟
    في حالة زراعة البنكرياس الجزئية أو ما يعرف بزراعة جزر لانغرهانس، يتم أخذ جزر سليمة من بنكرياس متبرع متوفى، ثم تُحقن في الوريد البابي للكبد لدى المريض. وبعد الزرع، تبدأ الخلايا في إنتاج الإنسولين داخل جسم المريض، ما يسهم في تنشيط البنكرياس لمرضى السكري بشكل وظيفي، ويقلل الحاجة اليومية لحقن الإنسولين.

كيف تُجرى زراعة البنكرياس و زراعة  جزر لانغرهانس لعلاج مرض السكري من النوع الأول ؟

ما قبل إجراء الجراحة

  • زراعة البنكرياس:
    تبدأ عملية زراعة البنكرياس بالتقييم الطبي للمريض، حيث يتم التأكد من أن المريض يعاني من مضاعفات خطيرة للسكري، مثل الفشل الكلوي أو تلف الأعصاب. و يتم البحث عن بنكرياس سليم من متبرع متوفى.و يُشترط أن يكون البنكرياس المتبرع به خاليًا من الأمراض. أيضًا يجب إجراء فحوصات طبية شاملة لضمان أن المريض في حالة صحية تسمح له بتحمل الجراحة. يتم تحضير المريض لإجراء الجراحة عن طريق تخدير عام، حيث يُستبدل البنكرياس التالف بالبنكرياس السليم من المتبرع. و يتطلب هذا الإجراء عادة فترة نقاهة طويلة، ويجب على المريض اتباع التعليمات الطبية بدقة لضمان نجاح العملية.
  • زراعة جزر لانغرهانس:
    في زراعة جزر لانغرهانس، تبدأ العملية باستخلاص جزر لانغرهانس من بنكرياس متبرع متوفى باستخدام إنزيمات خاصة لفصل الخلايا بدقة. و بعد ذلك، يتم تنقيتها وفحصها داخل المختبر، حيث يحتاج كل إجراء إلى حوالي 400,000 جزيرة من جزر لانغرهانس لضمان نتائج فعالة.و يتم تحضير المريض للزراعة باستخدام مهدئ ودواء مخدر موضعي، وأحيانًا قد يُستخدم التخدير العام حسب حالة المريض. كما يتعين أن يكون لدى المريض بنية صحية جيدة لتحمل العملية.

أثناء إجراء الجراحة

  • زراعة البنكرياس:
    يتم إجراء الجراحة تحت التخدير العام، حيث تتطلب هذه العملية فتحًا كبيرًا في البطن، مما يجعلها إجراءً معقدًا. و بعد الزراعة، يجب توصيل البنكرياس المزروع بأوعية دموية جديدة في الجسم. و تعد زراعة بنكرياس أحد العمليات الكبرى التي تهدف إلى استعادة قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين بشكل طبيعي، مع الأخذ في الاعتبار أن نسبة نجاح عملية زراعة البنكرياس تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك حالة المريض.
  • زراعة جزر لانغرهانس:
    أثناء زراعة جزر لانغرهانس، يُدخل الأطباء أنبوبًا رفيعًا مرنًا (قسطرة) من خلال فتحة صغيرة في الجزء العلوي من البطن. باستخدام الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية، يتم توجيه القسطرة بدقة إلى الوريد البابي للكبد، حيث يتم حقن الجزر باستخدام الجاذبية. و هذا الإجراء لا يتطلب فتح جراحي كبير، مما يجعله أقل تدخلاً مقارنة بزراعة البنكرياس.

ما بعد إجراء الجراحة

  • زراعة البنكرياس:
    بعد عملية زراعة البنكرياس، يحتاج المريض إلى متابعة طبية مستمرة لفحص عمل البنكرياس المزروع. و يتطلب الأمر تناول أدوية مثبطة للمناعة لمنع رفض الجسم للبنكرياس. و على الرغم من أن العملية قد تؤدي إلى توقف المريض عن استخدام الأنسولين، إلا أن بعض المرضى قد يحتاجون إلى جرعات محدودة بعد الجراحة. و بالتالي من المهم متابعة مستويات السكر في الدم لضمان نجاح تنشيط البنكرياس لمرضى السكري واستعادة وظيفة البنكرياس بشكل جيد.
  • زراعة جزر لانغرهانس:
    في زراعة جزر لانغرهانس، تبدأ خلايا بيتا في الجزر المزروعة في الكبد بإنتاج الإنسولين مباشرة بعد الزراعة. و خلال الأسبوعين التاليين للعملية، تتشكل أوعية دموية جديدة تصل بين الجزر المزروعة والأوعية الدموية للمريض. وعلى الرغم من أن هذه العملية لا تتطلب جراحة كبرى مثل زراعة البنكرياس، فإن المرضى لا يزالون بحاجة إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة. و قد يحتاج بعض المرضى إلى عدة عمليات زرع جزر لانغرهانس لتحقيق الاستقلالية التامة عن الأنسولين.

زراعة البنكرياس وجزر لانغرهانس في علاج السكري

التعافي بعد زراعة البنكرياس لعلاج مرض السكري من النوع الأول

بعد إجراء عملية زراعة البنكرياس، يعد التعافي مرحلة محورية لضمان نجاح العملية وتحقيق أفضل النتائج للمريض. و يشمل التعافي عدة جوانب مهمة تتطلب التزامًا بالعناية الطبية المستمرة والنظام العلاجي الموصى به.

  1. مراقبة ما بعد الجراحة: بعد العملية، يتطلب المريض مراقبة دقيقة في المستشفى للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات، مثل رفض العضو المزروع أو العدوى. و غالبًا ما تتم مراقبة وظيفة البنكرياس المزروع بانتظام لضمان أنه بدأ في أداء وظيفته بشكل صحيح.
  2. الإلتزام بالعلاج الموصوف: من المهم أن يلتزم المريض بالعلاج الموصوف، والذي يشمل الأدوية المثبطة للمناعة لمنع الجسم من رفض البنكرياس المزروع. تحتاج هذه الأدوية إلى مراقبة مستمرة لتجنب الآثار الجانبية مثل زيادة مخاطر العدوى أو مشكلات صحية أخرى. و يجب على المريض أن يكون على دراية تامة بجدول الأدوية وأي تعديلات يمكن أن تطرأ عليه بناءً على الفحوصات الطبية.
  3. التغذية السليمة والنظام الغذائي: يعتبر النظام الغذائي جزءًا أساسيًا من عملية التعافي، حيث ينبغي للمريض اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على العناصر اللازمة لتعزيز الصحة العامة ، بالإضافة إلى تسريع عملية الشفاء العامة بعد الجراحة. و ينبغي تجنب تناول الأطعمة التي قد تضر بالبنكرياس المزروع أو تتداخل مع فعالية الأدوية.
  4. إعادة التأهيل والتمارين الخفيفة: في الأسابيع الأولى بعد الجراحة، من الضروري أن يتجنب المريض الأنشطة البدنية الشاقة لتقليل الضغط على الجسم. و مع مرور الوقت، يمكن للمريض البدء في ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة التي تعزز الدورة الدموية وتساعد في تحسين الصحة العامة. 

خطوات يجب القيام بها لضمان نجاح عملية زراعة البنكرياس لعلاج مرض السكري من النوع الأول

تعد عملية زراعة البنكرياس إجراءً معقدًا يتطلب عناية خاصة قبل وبعد الجراحة لضمان نجاحها على المدى الطويل. و لضمان نجاح عملية زراعة البنكرياس، يجب على المرضى اتباع مجموعة من الخطوات الحيوية التي تشمل التحضير الجيد و التزامهم بالعلاج بعد الجراحة.

  1. التحضير المسبق:  قبل الخضوع لعملية زراعة بنكرياس، يجب على المريض أن يخضع لتقييم شامل من قبل الفريق الطبي. حيث يتضمن ذلك فحوصات طبية دقيقة للتأكد من حالة المريض الصحية بشكل عام، وللتأكد من عدم وجود أمراض أخرى قد تؤثر على العملية. و يعد الحصول على بنكرياس سليم من متبرع متوفى أمرًا بالغ الأهمية، حيث تساهم الحالة الصحية للبنكرياس في تحديد نسبة نجاح عملية زراعة البنكرياس. ففي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء تحاليل إضافية للتحقق من وجود أمراض قد تؤثر على النتيجة النهائية للعملية.
  2. الإلتزام بالعلاج المناعي:  بعد زراعة البنكرياس، سيكون من الضروري أن يتبع المريض نظامًا صارمًا من الأدوية المثبطة للمناعة. وهذا أمر لا غنى عنه لمنع رفض الجسم للبنكرياس المزروع. فعلى الرغم من أن نسبة نجاح عملية زراعة البنكرياس تتجاوز 80%، فإن عدم التزام المريض بالأدوية قد يؤثر بشكل كبير على فعالية عملية زراعة بنكرياس ويزيد من مخاطر رفض الجسم للعضو المزروع.
  3. المتابعة الطبية المستمرة:  تعد متابعة المريض مع الأطباء المختصين جزءًا أساسيًا من ضمان نجاح العملية. فيجب على المريض إجراء فحوصات دورية للتأكد من عمل البنكرياس المزروع بشكل طبيعي. و يجب العلم أن تنشيط البنكرياس لمرضى السكري يمكن أن يتطلب بعض الوقت، وعادةً ما يظهر تحسن في مستويات السكر بعد عدة أشهر من العملية. و بالتالي يعد الالتزام بزيارات المراجعة الطبية بشكل دوري أمرًا حاسمًا لضمان استقرار الحالة الصحية وتجنب حدوث مضاعفات.
  4. الالتزام بنمط حياة صحي:  يمكن أن يؤثر النظام الغذائي ونمط الحياة بشكل كبير على نجاح عملية زراعة البنكرياس. فيجب على المريض اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، و يتضمن ذلك تقليل تناول السكريات والأطعمة الغنية بالدهون. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تحسين وظيفة البنكرياس المزروع وتعزز من تنشيط البنكرياس لمرضى السكري.
  5. الاستعداد النفسي والعاطفي:  من المهم أن يكون المريض مستعدًا نفسيًا وعاطفيًا للتعامل مع التحديات التي قد تظهر بعد زراعة بنكرياس. فعملية زراعة البنكرياس ليست سهلة، وتتطلب فترة من التكيف، خاصة في المراحل الأولى بعد الجراحة. و بالتلي يمكن أن تؤدي التحديات النفسية إلى التأثير على نتائج العملية، لذلك يُنصح بدعم المريض من خلال المشورة النفسية والعلاج الجماعي مع الأشخاص الذين خضعوا للعمليات نفسها.
  6. التفكير في التكاليف:  تُعتبر تكلفة زراعة البنكرياس من العمليات المكلفة جدًا، حيث تشمل الجراحة نفسها، الأدوية المثبطة للمناعة، وفترات الرعاية بعد الجراحة. لذلك، من المهم أن يكون المريض مستعدًا ماليًا لهذا الأمر، ويجب عليه التأكد من تأمين الدعم المالي المناسب، سواء من خلال التأمين الصحي أو الدعم الحكومي أو المصادر الخاصة.

فوائد زراعة البنكرياس لمرضى السكري

تفتح زراعة البنكرياس آفاقًا جديدة في علاج السكري من النوع الأول، إذ لا تقتصر الفوائد على تحسين السيطرة على مستويات السكر فحسب، بل تمتد لتقليل الاعتماد على الإنسولين وتحسين جودة حياة المرضى بشكل عام. وفيما يلي أبرز ما يمكن أن يحققه هذا النوع من عمليات البنكرياس:

  • الاستغناء الجزئي أو الكامل عن حقن الإنسولين
  • انخفاض أو اختفاء نوبات انخفاض السكر الحادة
  • تحسن الوعي بانخفاض السكر:
    مع تحسن إفراز الإنسولين، يصبح المريض أكثر قدرة على الشعور بأعراض انخفاض السكر مبكرًا، مما يمنحه فرصة التدخل السريع قبل أن تتفاقم الحالة.
  • الوقاية من مضاعفات السكري طويلة الأمد:
    تشير الدراسات إلى أن زراعة البنكرياس قد تساهم في إبطاء أو حتى منع تطور بعض مضاعفات السكري مثل أمراض القلب، وتلف الكلى، والأعصاب، والعينين.

حالات لا يمكن فيها إجراء جراحة زراعة البنكرياس لعلاج مرض السكري من النوع الأول

على الرغم من أن زراعة البنكرياس تعتبر خيارًا علاجياً متقدمًا لمرضى السكري من النوع الأول، إلا أن هناك بعض الحالات التي لا يمكن فيها إجراء الجراحة. تحدد هذه الحالات بناءً على عدة عوامل تتعلق بالصحة العامة للمريض ووجود مضاعفات صحية قد تؤثر على نتائج العملية.

  1. التاريخ الصحي للمريض: يُعتبر المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى، مثل السرطان أو أمراض القلب الحادة، من الفئات التي قد لا تكون مؤهلة لإجراء زراعة البنكرياس. في هذه الحالات، قد تزيد مخاطر الجراحة، مما يقلل من نسبة نجاح عملية زراعة البنكرياس. كما أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية أو غيرها من المشاكل الصحية المعقدة قد يواجهون صعوبة في تحمل العمليات الكبرى مثل زراعة بنكرياس.
  2. العمر وحالة الصحة العامة: عادة ما تكون عمليات البنكرياس مخصصة للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 65 عامًا. خارج هذا النطاق العمري، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت الجراحة ستؤدي إلى نتائج مرضية أو قد تزيد من خطر المضاعفات. لذا، يتم تقييم الحالة الصحية العامة بعناية قبل اتخاذ قرار بشأن إجراء العملية. إذا كانت هناك مشكلات صحية أخرى قد تؤثر على الشفاء أو قدرة الجسم على التكيف مع البنكرياس المزروع، فإن الأطباء قد يقررون عدم إجراء الجراحة.
  3. وجود مضاعفات السكري غير القابلة للتحكم: في الحالات التي يعاني فيها المريض من مضاعفات السكري الخطيرة مثل الفشل الكلوي المتقدم أو نقص الوعي المتكرر بسبب نقص الأنسولين، قد تكون عمليات زراعة البنكرياس خيارًا مناسبًا. ومع ذلك، إذا كانت المضاعفات متقدمة جدًا لدرجة أن الجسم لا يمكنه التكيف مع البنكرياس المزروع أو أن المريض قد فقد القدرة على تحمل الجراحة، فإن الأطباء قد يقررون تأجيل أو إلغاء الإجراء.
  4. الانتظار لفترة طويلة للحصول على بنكرياس متبرع به: نظرًا لأن عمليات زراعة بنكرياس تتطلب توافر بنكرياس سليم من متبرع متوفى، فإن تأخير الحصول على الأنسجة اللازمة قد يؤثر على قدرة المريض على الخضوع للعملية. في مثل هذه الحالات، قد يعيد الأطباء النظر في أفضل الخيارات العلاجية المتاحة.

مدى نجاح جراحة زراعة البنكرياس لعلاج مرض السكري

  • فيما يتعلق بعملية زراعة جزر لانغرهانس، التي تعد بديلاً أقل تدخلاً من زراعة البنكرياس، أظهرت الدراسات مثل دراسة المرحلة 3 التي أجرتها المعاهد الوطنية للصحة (NIH) أن ما يقرب من 90% من المرضى الذين خضعوا لهذه العملية، استطاعوا الوصول إلى مستوى A1C أقل من 7%، مما يعني تحسنًا ملحوظًا في التحكم بمستويات السكر في الدم، دون حدوث نوبات نقص سكر حادة. بعد عامين من العملية، و استمر حوالي 70% من المرضى في التحكم الجيد بمستويات السكر في الدم، وكان حوالي 40% منهم قادرين على التوقف عن استخدام الأنسولين تمامًا.
  • أما بالنسبة لـزراعة البنكرياس الكاملة، فتعد نسبة نجاح هذه العملية جيدة أيضًا، حيث يتوقف العديد من المرضى عن استخدام الأنسولين ويحققون استقرارًا في مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، تظل تكلفة زراعة البنكرياس مرتفعة، إضافة إلى ضرورة استخدام أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة، مما قد يزيد من خطر حدوث مضاعفات صحية مثل العدوى.
  • هل يعود البنكرياس للعمل بعد العملية؟ نعم، في العديد من الحالات الناجحة، يستعيد البنكرياس المزروع القدرة على إنتاج الإنسولين، مما يساعد في تنشيط البنكرياس لمرضى السكري. ومع ذلك، تختلف النتائج من مريض لآخر حسب حالته الصحية ومدى استجابة الجسم للعملية.

تنشيط البنكرياس لمرضى السكري

الأسئلة الشائعة

هل عملية زراعة البنكرياس خطيرة؟

عملية زراعة البنكرياس تعتبر عملية معقدة، ويصاحبها بعض المخاطر المحتملة، مثل النزيف، جلطات الدم، والألم بعد الجراحة. بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال أن لا تعمل زراعة بنكرياس بشكل جيد أو أن تتوقف عن العمل بعد فترة. من المخاطر الأخرى المرتبطة بالعملية هي الآثار الجانبية للأدوية المثبطة للمناعة التي يتعين على المريض تناولها لمنع رفض الجسم للبنكرياس المزروع. هذه الأدوية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالعدوى والأورام. وعلى الرغم من هذه المخاطر، فإن نسبة نجاح عملية زراعة البنكرياس قد تتراوح بين 70-80% حسب الحالة الصحية للمريض وحسن سير الجراحة.

هل يوجد زراعة بنكرياس في مصر؟

في مصر، لا يزال زراعة بنكرياس ليست منتشرة على نطاق واسع مثل الدول الأخرى، لكنها تُجرى في بعض المراكز الطبية الكبيرة المتخصصة في عمليات الزرع. ومع ذلك، زراعة البنكرياس وزراعة جزر لانغرهانس تعتبر إجراءات معقدة قد لا تتوفر في جميع المستشفيات. يمكن للمرضى الذين يحتاجون إلى هذه العمليات التوجه إلى المراكز الطبية الرائدة في هذا المجال مثل مستشفيات الجامعات أو المستشفيات الخاصة المتخصصة.

هل يمكن نقل البنكرياس من شخص إلى آخر؟

نعم، يمكن نقل البنكرياس من شخص إلى آخر، وهذه العملية تُعرف بـزراعة البنكرياس و تُستخدم البنكرياسات المأخوذة من متبرعين متوفين، وتُزرع في المرضى الذين يعانون من داء السكري النوع الأول والذين لديهم مضاعفات خطيرة مثل الفشل الكلوي. هذه العملية تهدف إلى استبدال البنكرياس التالف ببنكرياس سليم بهدف تحسين مستويات السكر في الدم والحد من اعتماد المريض على الأنسولين.

هل يمكن للإنسان العيش بدون بنكرياس؟

يمكن للإنسان العيش بدون بنكرياس، ولكن هذا يتطلب تدخلًا طبيًا مستمرًا. حيث يمكن للمرضى الذين خضعوا لعملية استئصال البنكرياس أن يعيشوا باستخدام الأنسولين وبدائل أخرى لتنظيم مستويات السكر في الدم. في بعض الحالات، قد يُجري المرضى زراعة بنكرياس أو زراعة جزر لانغرهانس لتحسين قدرتهم على إنتاج الإنسولين بشكل طبيعي. بدون البنكرياس، سيحتاج المرضى إلى مراقبة دقيقة لمستويات السكر في الدم بشكل مستمر بالإضافة إلى تناول الأدوية المناسبة لتنظيم الأنسولين.

يمكنك التعرف على المزيد من خلال متابعة حساباتنا على تويتر و فيسبوك

Scroll to Top